في محاولة لاقتناص المساعدات الدولية.. «طالبان» تفتح أبوب الجامعات أمام الفتيات
الأحد 06/فبراير/2022 - 04:05 م
مصطفى كامل
في محاولة لكسب اعتراف دولي، أقدمت حركة «طالبان» في أفغانستان على فتح أبوب الجامعات أمام الفتيات بعد رفضها الالتحاق بها منذ سيطرتها على مقاليد الحكم في البلاد للمرة الثانية في منتصف أغسطس عام 2021.
وجاء هذا التطور بعد محادثات تمت في النرويج بين ممثلين عن دول غربية وبين «طالبان»، إذ وصفت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، قرار إعادة فتح الجامعات الحكومية بالمهم جدًا؛ وسط تعليمات صارمة من قبل أمني الحركة الأفغانية، حيث شوهد طالبات يرتدين البرقع (غطاء الوجه)، يدخلن مقر إحدى الجامعات التي انتشر مقاتلون من «طالبان» في محيطها.
وأعلن مسؤولون في حكومة حركة طالبان، إعادة فتح الجامعات الرسمية في ست ولايات هي؛ «لغمان وننغرهار وقندهار ونمروز وهلمند وفرح»، إذ تسعى الحركة، التي تصر على أنها ستحترم حقوق المرأة لكن في إطار الشريعة الإسلامية، إلى الاتفاق مع الغرب للإفراج عن 9.5 مليار دولار أمريكي من أصول المصرف المركزي التي جمدتها الولايات المتحدة.
وتأتي الخطوة بعد أسبوع على محادثات رسمية في النرويج، بين ممثلين عن دول غربية وحركة «طالبان»، التي لم تعترف أي دولة بحكومتها حتى الآن.
وإثر اللقاءات التي استمرت ثلاثة أيام، طالب الغرب، حركة «طالبان» بتلبية مجموعة شروط، على رأسها احترام حقوق الإنسان، وإعادة فتح المدارس للفتيان والفتيات، مقابل استئناف إيصال المساعدات الإنسانية، حيث تؤكد الحركة الأفغانية، أن المدارس كافة، ستعيد فتح أبوابها في مارس المقبل.
خطوة مهمة
ويقول «أندرو واتكنز»، من منظمة «مجموعة الأزمات الدولية»: إن إعادة فتح الجامعات خطوة مهمة جدًا من حركة طالبان، وتبشر خيرًا بإمكانية عودة الفتيات للمدارس، مضيفًا أن الحركة الأفغانية اتخذت خطوة من شأنها أن تشكل علامة حاسمة في الاقتراب من الاعتراف بحكومتها، رغم معرفتها أن الاعتراف لن يكون سريعًا.
وبالرغم من إعادة فتح المدارس الابتدائية، فلا تزال المدارس الثانوية مغلقة أمام الفتيات في غالبية المحافظات منذ عودة «طالبان» إلى الحكم، حيث من المفترض أن تفتح الجامعات في كل المحافظات الأفغانية أبوابها، في وقت لاحق الشهر الحالي، إذ سبق للجامعات الخاصة أن فتحت أبوابها واعتمدت سياسة الفصل بين الجنسين.
ويرى مراقبون في الشأن الأفغاني، أن نظام التعليم الأفغاني الذي كان مدعومًا لسنوات بمئات الملايين من الدولارات من المساعدات الخارجية، يواجه مخاطر عدة منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة، منتصف أغسطس الماضي، ففي فترة حكم الحركة بين عامي 1996 و2001 لم يكن يسمح للنساء بالعمل والتعلم، وكانت الحركة تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق، مؤكدين أنه على الرغم من قرار إعادة فتح بضع جامعات رسمية أبوابها في أفغانستان للمرة الأولى منذ عودة الحركة إلى الحكم قبل نحو ستة أشهر، لا يزال مستقبل التعليم في أفغانستان يكتنفه الغموض.
تعليمات صارمة
وفقًا لتصريحات إحدى المعلمات لوكالة دولية، كانت هناك مجموعة مسلحة من مقاتلي حركة طالبان تقترب منها ومن رفيقاتها في أحد الشوارع وتبلغهن أنه يجب ألا يظهر شعرهن أو أفواههن، ونتيجة لهذا، قالت معلمة إن ثلث طالباتها امتنعن عن الحضور للمدرسة، قائلةً: «حياتنا تكون مهددة عندما نترك بيوتنا، الناس لا يضحكون، والوضع غير هادئ. نحن نرتعش من الخوف».
وبحسب وكالة «فرانس برس»، شوهد بضع نساء جميعهن يرتدين البرقع، في جامعة لغمان في «مهتر لام» شرق أفغانستان، يدخلن الكلية التي انتشر مقاتلون من طالبان في محيطها.
وفي سبتمبر 2021، وبعد مرور شهر على سيطرة «طالبان» على مقاليد الحكم في البلاد، منعت الحركة الطلاب والطالبات من الدراسة معًا في الجامعة، حيث أعلن المستشار الجديد للحركة في جامعة كابل «محمد أشرف خيرات»، أنه سيتم منع النساء من الدخول إلى الحرم الجامعي، إلى أجل غير مسمى، سواء كمعلمات أو طالبات، قائلًا: «إنه طالما لم تتوفر بيئة إسلامية حقيقية للجميع، فلن يسمح للنساء بالقدوم إلى الجامعات أو العمل.. الإسلام أولًا».
واستبدلت الحركة الأفغانية في مطلع سبتمبر 2021، رئيس جامعة كابل، بشخص يدعى خيرات، وهو مناصر للحركة يبلغ من العمر 34 عامًا، والذي سبق واعتبر أن مدارس البلاد هي «مراكز للبغاء»، فيما أرسلت نقابة المعلمين في أفغانستان رسالة إلى حكومة طالبان، تطالبها فيها بإلغاء تعيين خيرات، معتبرة أنه لا يمتلك الخبرة الأكاديمية الكافية.





